تأسس المركز الوطني لتطوير المناهج في نيسان من عام 2017، استجابة لتوصيات الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية 2016-2025، وتداعيات الحالة الوطنية التي لم تكن بمستوى طموحات القائد والمجتمع الأردني في دولة أردنية حديثة مزدهرة.

كلمة الرئيس 

 أ.د. محي الدين توق

يسير الأردن بخطى ثابتة لتحديث منظومته السياسية والاقتصادية والإدارية لترسيخ المكتسبات التي تحققت في المئوية الأولى من عمر الدولة والدخول بعزم وإصرار في المئوية الثانية، لقد لعب التعليم في الأردن دورًا أساسيًا وحاسمًا في ترسيخ قواعد الدولة الحديثة، فالتعليم في أي دولة، كما هو معلوم يشكل الركيزة الأساسية في إعداد وتنمية الموارد البشرية اللازمة لمختلف القطاعات والميادين. ليس ذلك فحسب، فالتعليم الجيد يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالتنمية والازدهار، وهو الذي يصون قيم المجتمع، وينمي المواطنة ويطور العلوم والآداب والفنون، ويشجع الابتكار، ويحفز الإبداع، ويكسب الأفراد المهارات اللازمة للعيش الكريم. تعتبر المناهج بمفهومها الواسع إحدى الركائز الأساسية للتعليم النوعي الجيد، وبقدر ما تكون المناهج جيدة ومتطورة، وعلى درجة عالية من المواءمة مع الخصائص النمائية للمتعلمين، وملبية لحاجاتهم وحاجات المجتمع والدولة، ومتماشية مع التطورات العلمية والممارسات الفضلى في العالم بقدر ما تسهم في تحقيق غايات الأفراد والدولة والمجتمع. ومن هذا المنظور، يسعى المركز الوطني لتطوير المناهج من خلال قياداته ومجالسه والفرق العلمية والأكاديمية العاملة معه إلى وضع مناهج (كتاب الطالب، كتاب التمارين،دليل المعلم) تلبي حاجات الطلبة والمجتمع من جهة، وتساعد الطلبة على اكتساب المعارف والمهارات العقلية والأدائية والقيم والاتجاهات اللازمة للعيش الكريم، ومواجهة تحديات المستقبل، والتكيف مع التغيرات السريعة في العلوم والتكنولوجيا والإدارة وسوق العمل من جهة ثانية، وعلى رأس هذه المهارات: مهارات التعلم الذاتي، وتعلم كيفية التعلم، والبحث عن المعرفة من مختلف مصادر التعلم، بحيث يصبح طلبتنا متعلمين مدى الحياة. ولهذا الغرض وضع المركز الإطار العام للمناهج الذي يشمل النتاجات التعليمية المرغوبة والقيم الضرورية، والأطر الخاصة لكل المباحث الأساسية لتكون هاديا لمطوري المناهج ومعدي الكتب المدرسية وأدلة المعلمين على حد سواء. ولا يفوتني القول في هذا الصدد بأن المركز سيعمل جاهدًا على التعاون والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم للارتقاء بالعملية التعليمية التعلمية، والارتقاء بمخرجاتها بما يحقق أهداف وتطلعات الدولة والمجتمع، وغني عن الذكر أن هذا الأمر يتطلب برامج نوعية ومستمرة لتدريب الكوادر التعليمية (المشرفين، والمعلمين، ومديري المدارس، والأجهزة المساعدة)، وبيئات تعلم حاضنة ومحفزة للتعلم والتعليم الجيد والفعّال، بما فيه التعليم والمحتوى الرقمي، ودعم عائلي إيجابي، وسيسعى المركز جاهدًا للتأسيس السليم لهذا الجهد التشاركي من خلال مواصلة إعداد مناهج متطورة، ومراجعة وتقييم القائم منها بشكل مستمر بالاستفادة من التغذية الناجمة عن التطبيق.