كشف رئيس المجلس الأعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج الدكتور محي الدين توق، عن أن العام الدراسي المقبل 2024-2025 سيشهد بدء تداول وتدريس كتب جديدة لعدد من الصفوف، تشمل اللغتين العربية والإنجليزية، والدراسات الاجتماعية والمهارات الرقمية.
وقال توق إن المركز انتهى من تطوير 3 مباحث لكافة الصفوف، هي الرياضيات، والعلوم، والتربية الإسلامية، فيما ما يزال العمل مستمرا على بقية المباحث الأخرى.
وبين توق، في مقابلة مع "الغد"، أن الخطة الدراسية الجديدة للمرحلة الثانوية العامة، بشكلها الجديد، التي سيتم تطبيقها في العام الدراسي المقبل، طرحت مباحث جديدة لم تكن موجودة سابقا في الخطة السابقة كالفلسفة وعلم النفس والاجتماع، إضافة الى أن هناك مباحث تغير عدد ساعاتها التدريسية، الأمر الذي استدعى وضع أطر لتطوير المناهج للمباحث الجديدة، فضلا عن تعديل الأطر الخاصة للمباحث الدراسية بما يتناسب مع المباحث الجديدة وعدد الساعات الجديدة المعتمدة في الخطة.
وأكد توق، أن المناهج في كل دول العالم وليس في الأردن فقط هي من أكثر الموضوعات حساسية اجتماعيا وسياسيا، لكننا نأخذ كافة الملاحظات التي تردنا أو نطالعها في وسائل الإعلام بعقل وقلوب مفتوح، فهدفنا وطني ونريد إصدار مناهج نعتز بها.
وأضاف، إننا ندرك الحاجة الماسة لرقمنة المناهج وضرورة توظيف قوة التكنولوجيا وأدواتها في تجويد التعليم وتنويع مصادر التعلم للطلبة، ضمن مبدأ أساسي هو التعليم المتمايز، وبدأنا بالتواصل مع عدة شركات أردنية والاطلاع على خبراتها مع تركيزنا على المنهاج الرقمي التفاعلي وهذا ما نريده، لافتا الى أنه وضمن المنحى التجريبي بدأنا بوضع تصور لمحتوى رقمي في مبحث الرياضيات، وعند استكمال هذا التصور سننتقل إلى مرحلة العمل بموجب الإجراءات المعمول بها في العطاءات.
وبين أن المركز اهتم، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، بتقديم دليل لحصص النشاط المدرسي الذي يساعد المعلمين والمعلمات على تطبيق هذه الحصص بالشكل الأمثل والأمتع.
وفيما يلي نص المقابلة:
• هل سيشهد العام الدراسي المقبل كتبا دراسية جديدة، ولأي صفوف؟
- العام الدراسي 2024-2025 سيشهد وجود كتب جديدة في عدد من المباحث، إضافة الى الكتب الجديدة الخاصة بالفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي الحالي.
ففي العام الدراسي المقبل، ستكون هناك كتب جديدة لعدة مباحث هي اللغة العربية، والدراسات الاجتماعية للصفوف الثاني والخامس والثامن والحادي عشر، واللغة الإنجليزية للصفوف الأول والثالث والخامس والسابع والتاسع والحادي عشر.
كما سيتم طرح مبحث المهارات الرقمية لأول مرة للصفوف السابع والتاسع والحادي عشر، إضافة الى أننا نتأمل أن تكون هناك كتب جديدة للتربية الموسيقية والرياضية والمهنية، والتي سيتم العمل بها وفق النهج المعتمد في المركز، بحيث يتم اختيار 4 صفوف، على أن ينتهي العمل على تطوير هذه الكتب للصفوف كافة خلال 3 سنوات.
• هل هناك مباحث استكمل المركز عملية تطويرها؟
- أنهى المركز تطوير 3 مباحث لكافة الصفوف هي الرياضيات، والعلوم، والتربية الإسلامية، فيما سينهي المركز العام المقبل المرحلة التالية في تطوير كتب اللغة العربية والدراسات الاجتماعية للصفوف الثاني والخامس والثامن والحادي عشر، وفي العام الذي يليه للصفوف الثالث والسادس والتاسع والثاني عشر.
• كيف سيستجيب المركز الوطني لتطوير المناهج للتغيرات والتطورات التي تشهدها مرحلة الثانوية العامة اعتبارا من العام المقبل؟
- الخطة الدراسية الجديدة للمرحلة الثانوية طرحت مباحث جديدة لم تكن موجودة سابقا، إضافة الى أن هناك مباحث تغير عدد ساعاتها التدريسية، وهذا يستدعي منا في المركز أمرين أساسيين، أولا: وضع أطر لتطوير المناهج للمباحث الجديدة، وثانيا: تعديل الأطر الخاصة لمباحث دراسية بما يتناسب مع المباحث الجديدة وعدد الساعات الجديدة لها.
ومن المباحث الجديدة التي سيتم طرحها في العام المقبل، الفلسفة وعلم النفس والاجتماع، وبالتالي سيتم إعداد إطار لها، أما المباحث الموجودة ولديها أطر خاصة بها كاللغة العربية واللغة الإنجليزية، فستتم مراجعة الأطر الخاصة بها حتى نضمن المدى والتتابع المناسبين للمباحث والوحدات، من أجل تغطية جميع النتاجات التعليمية المطلوبة.
مميزات الكتب
• شهدنا مؤخرا توقيع اتفاقية لتطوير مبحث اللغة الإنجليزية، فهل لك أن تطلعنا على مميزاتها، خاصة وأن بعض طلبة المدارس يعانون من ضعف في اللغة الإنجليزية؟
- نأمل أن تعالج المناهج والكتب الجديدة في اللغة الإنجليزية مشكلة الضغف الموجود حاليا، ولذلك لجأ المركز الوطني لتطوير المناهج منذ أكثر من سنة إلى طرح عطاء دولي لاستقطاب خبرات مميزة في مجال التأليف في اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها، ونحن من هذه الفئة.
إن تدريس اللغة لأبنائها يختلف كليا عن تدريسها لغير الناطقين بها، ولذلك آثر المركز أن يلجأ لشركات عالمية متخصصة في هذا المجال، وطرح هذا العطاء حسب الأصول المتعارف عليها، ورسا العطاء على شركة متميزة، وهي الشركة البريطانية بيروسون، لكننا سنعمل معها من خلال شركة أردنية تعد ممثلا حصريا لها في الأردن.
وقد جرب هذا المنهاج في أكثر من دولة في العالم، من بينها دول عربية شقيقة وآسيوية، وثبتت نجاعته، لذا نحن الآن ننقل هذه التجربة إلينا.
ولكي نضمن مواءمة المنهاج الجديد مع الإطار العام للمناهج وقيمنا وثوابتنا الوطنية والدينية المنصوص عليها في قانون التربية والتعليم ونظام المركز، شكلنا لجنة لهذه الغاية، ونأمل أن تخرج هذه اللجنة بالتعاون مع الشركة التي تعاقدنا معها بما يلبي طموحاتنا ويحقق أهدافنا في أن يكون طلبتنا متطورين ومتقدمين في اللغة الإنجليزية، باعتبارها باتت متطلبا أساسيا في مجالات العمل في مختلف القطاعات، محليا وإقليميا وعالميا.
الكتب والتوجيهي
• شهدنا في العامين الحالي والماضي كتبا جديدة للصف الثاني عشر، منها العلوم والرياضيات والتربية الإسلامية، فهل ستطرأ عليها تعديلات كي تتناسب مع امتحان الثانوية العامة بشكله الجديد؟
- نعم، سيتم إجراء تعديلات، فنحن نعمل على ذلك، وشكلنا عدة فرق لمراجعة الأطر الخاصة للتأكد من الأوزان الجديدة لها، لكي تأخذ ذلك بعين الاعتبار في الكتب الجديدة.
وسيبدأ تطبيق الامتحان بشكله الجديد في العام الدراسي المقبل 2024-2025 على طلبة الصف الحادي عشر، حيث سيتقدم الطلبة للامتحان الوزاري في 4 مباحث للثقافة المشتركة هي (التربية الإسلامية، واللغتان العربية والإنجليزية، وتاريخ الأردن)، لذلك نركز أولويتنا على هذا الموضوع لكي تكون الكتب الجديدة جاهزة.
كما سيشهد الصف الثاني أيضا، كتبا جديدة تتناسب مع الخطة الدراسية المطروحة.
• عادة ما نشهد انتقادات تثار عند تطوير كتب مدرسية جديدة، فما مبرراتها، وكيف يتعامل المركز معها؟
- المناهج في كل دول العالم وليس في الأردن فقط من أكثر الموضوعات حساسية، اجتماعيا وسياسيا، وعندما تكون هناك مناهج جديدة، دائما يطفو إلى الذهن وجود محاولة للتغيير والتبديل في الثقافة.
ونعمل في المركز، وفق منهجية واضحة؛ حيث يمثل الإطاران العام والخاص دستور التأليف للكتب المدرسية، ويتم اختيار فرق التأليف من أفضل الخبرات الأردنية، وتوكل إليها مهمة التطوير.
وتقوم فرق التأليف بإعداد مخطوطة يتم عرضها على المجلس التنفيذي للمركز، ومن ثم تعرض على مجموعات التركيز المكونة من 20 الى 30 شخصا، الذين يقومون بمراجعة المخطوطة وتسجيل ملاحظاتهم لتعود مرة أخرى للمجلس التنفيذي ليأخذها بعين الاعتبار؛ ليصار بعد ذلك إلى عرضها على المجلس الأعلى، وعندما يتم إقرارها تعرض على مجلس التربية والتعليم، الذي بدوره يحيلها إلى لجان مختصة.
إن المركز منفتح على جميع الانتقادات التي ترده، سواء عبر ما يرد على صفحته الرسمية على موقعه الإلكتروني، أو من خلال ما يتم نشره في وسائل الإعلام، ونتعامل مع الملاحظات بعقل وقلب مفتوحين، فهدفنا وطني، ونريد إصدار مناهج نعتز بها.
وبدأ المركز، مؤخرا، بإعداد استبيانات إلكترونية عبر موقعه، حيث يقوم المعلمون والمعلمات والمشرفون والمشرفات الذين يدرسون مباحث المنهاج الجديد، بتقييم تلك المناهج بحيث يكون التركيز على الأسس التربوية والتعليمية وليس على الشكليات.
المنهاج وحقوق الإنسان
• كيف تتعامل المناهج مع قضايا حقوق الإنسان؟
وقع المركز مذكرة تفاهم مع المركز الوطني لحقوق الإنسان بداية الأسبوع الماضي، حيث تم تزويده بكتب اللغة العربية والدراسات الاجتماعية، والتربية الإسلامية الجديدة، بهدف ضمان انسجام المحتوى التعليمي في الكتب المذكورة مع مفاهيم حقوق الإنسان الأساسية، بما في ذلك حقوق الإنسان الفردية والجماعية وواجباته، وسيادة القانون، والمساواة، والعدالة الاجتماعية، وضمان استخدام لغة بسيطة وسهلة الفهم في تدريسها.
وسيقوم المركز الوطني لحقوق الإنسان، بعد مراجعة الكتب من قبل خبرائه، بوضع التوصيات والمقترحات؛ ليصار إلى الاهتداء بها من قبل المركز الوطني لتطوير المناهج في عملية إعادة الطباعة في العام الدراسي المقبل.
كما سيقوم المركز قريبا بإرسال الكتب الى اللجنة الوطنية لشؤون المرأة، بهدف ضمان اتساق المحتوى التعليمي مع صورة المرأة التي نصبو إليها، علما أن عملية تطوير المناهج هي عملية ديناميكية مستمرة، فالكتاب الذي صدر في الفصل الأول للعام الحالي قد لا يكون نفسه في العام المقبل، إذ يمكن أن يتم إدخال بعض التعديلات عليه.
• كيف تقرأون نتائج تقييمات استطلاع مبحث اللغة العربية المطور الذي نفذه المركز على موقعة الإلكتروني؟
- نفرح للنتيجة الإيجابية، وهذا يجعلنا حريصين دوما على تقديم الأفضل لأبنائنا الطلبة على صعيد المعرفة والمهارات والقيم والاتجاهات، والمركز يشجع على النقد كونه في ضوء ذلك نحسن ونطور في كتبنا، لا سيما وأن الفكر التربوي في تطور دائم، إضافة إلى أن حاجات المجتمع متجددة، فلذلك سنستمر في عملية البناء والتطوير، كما أننا سنستفيد من التغذية الراجعة التي تردنا من كافة المصادر، سواء كانت إيجابية أم سلبية.
المناهج والبيئة
• هناك دعوات لمختصين في قطاع التعليم وتقارير دولية تشير إلى أهمية إدماج المفاهيم البيئية في المناهج، فهل لدى المركز توجه إلى ذلك؟
- نعم، ستكون للمركز خطوات في هذا المجال، فكتاب التربية البيئية ستتم تسميته "البيئة والمناخ" لنعكس الأهمية المطلقة لهذا الموضوع في ظل التغير الكبير على المناخ، وهذا ما شهدناه مؤخرا في ليبيا ودول أخرى عديدة، فلذلك سنركز على هذا الموضوع، وسيتم تضمينه في كتب العلوم بشكل كبير.
وستكون العناية بالبيئة والمناخ جزءا من الموضوعات الدراسية في مباحث الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية والمدنية.
• هل تم إدماج المفاهيم الإعلامية والمعلوماتية في الكتب، وما الكتب ولأي صفوف؟ وما أبرز القضايا التي ركزت عليها؟
- نعمل على هذا الملف منذ فترة، ولدينا فريق تربية إعلامية يساعدنا في هذا المجال، وتم تضمين مفاهيم التربية الإعلامية لغاية الآن في مناهج وكتب اللغة العربية والدراسات الاجتماعية للصفوف الأول والرابع والسابع والعاشر، إضافة الى كتب التربية الإسلامية من الصفوف الأول حتى الحادي عشر.
وربما نحن نكون السباقين في العالم العربي في إدماج مفاهيم التربية الإعلامية في مناهج التربية الإسلامية.
ولاحظنا وجود بعض الفجوات في كتب الفصل الأول من حيث تضمين إدماج مفاهيم التربية الإعلامية، ويعود السبب في ذلك لأن المؤلفين ليسوا إعلاميين، وليست لديهم مهارات في الإعلام الجديد، ومن أجل ذلك قررنا تغيير منهجية العمل، من خلال مرافقة إعلامي متخصص لفرق التأليف، ونأمل أن تكون كتب الفصل الدراسي الثاني أفضل في هذا الموضوع.
• ما أبرز مفاهيم التربية الإعلامية التي يتم تضمينها في الكتب المدرسية؟
- تستند تلك المفاهيم إلى الخطة الوطنية للتربية الإعلامية، وإلى الإطار الخاص للتربية الإعلامية التي وضعها أساتذة جامعات وإعلاميون.
ومن أبرز المفاهيم التي تضمنتها الكتب، التفكير النقدي وأساليبة وأدواته، وخطاب الكراهية وأثره على المجتمعات، والتنمر ومخاطره، والإشاعة ومخاطرها على المجتمع، إضافة إلى أدب الحوار واحترام الرأي الآخر، والثقافة القانونية المتعلقة بقانون الجرائم الإلكترونية، وقانون حماية البيانات الشخصية، علاوة على ضوابط التعبير عن الرأي، والأمن الرقمي، وكيفية تحقيقه، والحفاظ على البيانات والحسابات الشخصية.
وحدات مستحدثة
• تم مؤخرا استحداث وحدات جديدة في المركز، فهل لك أن تطلعنا عليها، وما مهامها؟
- أقر المجلس الأعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج مؤخرا ثلاث وحدات أساسية جديدة، هي الدراسات والبحوث، والقياس والتقويم، وضبط الجودة.
بالنسبة لوحدة الدراسات والبحوث، فستكون الموجهة نحو تقييم المنتج والارتقاء بنوعيته، وسيتم هذا الأمر بالتعاون والتنسيق مع كليات التربية في الجامعات الأردنية، حيث سيتم عقد لقاء قريبا مع جميع عمداء كليات التربية في الجامعات الرسمية والخاصة لبحث سبل تعاون بين الطرفين، حتى يصار إلى توجيه رسائل الماجستير والدكتوراه في كليات التربية لتقييم وتطوير المناهج الأردنية التي يعدها المركز.
أما الوحدة الثانية فتتمثل في "القياس والتقويم"، فبحسب نظام المركز، ينص على أن الاختبارات المدرسية، بما فيها الثانوية العامة، هي من صلاحيات المركز.
وكان المركز في المراحل السابقة يركز على إصدار الكتب بأسرع وقت، ولذلك تم تأجيل هذا الموضوع، لكن الآن تم تفعيله بالتفاهم والتنسيق الكامل مع وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عزمي محافظة.
وبدأ المركز بالإعداد لوضع بنك للأسئلة بغرض تطوير الاختبارات المدرسية وامتحان الثانوية العامة.
وفيما يتعلق بوحدة ضبط الجودة، فيقع على عاتقها معرفة مدى اتساق مناهجنا مع المعايير العالمية، من أجل ضمان جودتها، ففي الكثير من المجالات نحن متأخرون، بدلالة نتائج طلبتنا في الاختبارات الدولية، على الرغم من تحسن أدائهم في الامتحانات الأخيرة، ويعود ذلك لأن مناهجنا لا تقترب بدرجة كافية من بعض المعايير العالمية، إضافة الى أن بعض معلمينا ليسوا مدربين بالشكل الكافي والمطلوب للتدريس بما يتلاءم وطرق التدريس الحديثة الموجودة في المناهج التي يصدرها المركز.
مواعيد نهائية
• متى يتوقع الانتهاء من عملية تطوير المناهج كاملة؟
- عملية التطوير يجب ألا تنتهي، كون المعرفة تتحدث بشكل مستمر، والمسؤولية الأساسية ملقاة على المركز لوضع المناهج والكتب المدرسية، لكن في المحصلة النهائية هي مسؤولية وطنية ويجب على الجميع أن يأخذها بعين الاعتبار، ولذلك يسعى المركز الى تعزيز التنسيق مع المؤسسات الرسمية والمجتمعية المعنية بأعلى مستوياته.
• هل يعكف المركز على إعداد دليل للأنشطة؟
- انطلاقا من الوعي التام بدور النشاط المدرسي في تكوين شخصية متوازنة ومتكاملة لأبنائنا الطلبة، اهتم المركز بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، بتقديم دليل لحصص النشاط المدرسي (المدرجة في البرنامج الأسبوعي بواقع حصتين من الصف الأول حتى التاسع) يساعد المعلمين والمعلمات على تطبيق هذه الحصص بالشكل الأمثل والأمتع.
وعكف على إعداد الدليل مجموعة من الخبراء في مجالات متنوعة، ما أدى إلى بناء مجموعة كبيرة من الأنشطة فيما يقرب من عشرة مجالات حيوية (السياسي، والثقافي، والتراثي، والبيئي، والرياضي، والموسيقي، والأدائي، والفني، والريادي، والابتكاري، والصحي، والمهني، والمالي-الاقتصادي).
وانبثقت هذه الأنشطة عن الإمكانات والموارد المتاحة والمتوافرة في المدارس، وتركز على مصادر التعلم المرتبطة بالبيئة المحلية؛ لضمان فرص أفضل لتنفيذ النشاط؛ حيث إن أهم ما يميز هذه الأنشطة هو أنها مستوحاة من الإرث التراثي والثقافي في المجتمع الأردني.
وبدأت اللجنة أعمالها بتنفيذ مسح لجمع آراء المديرين والمديرات والمعلمين والمعلمات والطلبة في مدارس المملكة، تمهيدا لدراسة هذه الآراء والاستفادة منها في تحديد المجالات وبناء الأنشطة.
وروعي في بناء الأنشطة مركزية المتعلم، وبما يحقق انخراطا فاعلا ومؤثرا للطلبة، مع التركيز على إكسابهم مهارات مهمة في عصرنا الحالي، مثل صنع القرار وحل المشكلات، والالتزام بالمسؤولية المجتمعية، وترك الأثر الإيجابي، والانخراط في العمل التطوعي، فضلا عن إدارة المعلومات والعمليات المالية بكفاءة وترشيد، والتكافل والوئام المجتمعي، والمشاركة في الحياة العامة والسياسية.
ويتمتع الدليل بمرونة عالية؛ إذ يتيح للمدارس والكوادر التعليمية والإدارية اختيار ما يناسب خصائص الطلبة واهتمامتهم، ويقدم لهم الإرشادات اللازمة من لحظة التخطيط للنشاط مرورا بتنفيذه وحتى تقييم درجة تحقق نتائجه.
ضرورات الرقمنة
• هناك دعوات لمختصين في قطاع التعليم بضرورة البدء برقمنة المناهج، فهل لدى المركز توجه لذلك؟
- ندرك في المركز الحاجة الماسة لرقمنة المناهج وضرورة توظيف قوة التكنولوجيا وأدواتها في تجويد التعليم وتنويع مصادر التعلم للطلبة، ضمن مبدأ أساسي هو التعليم المتمايز، وبدأنا بالتواصل مع عدة شركات أردنية للاطلاع على خبراتها، مع تركيزنا على المنهاج الرقمي التفاعلي وهذا ما نريده، وهو الذي يوظف الذكاء الاصطناعي في تحديد نقاط القوة والضعف للطلبة خلال التعلم، وبالتالي يوجه الطالب/الطالبة إلى مصادر التعلم المناسبة التي تحسن مستوى التعلم وجودته.
وستكون خطواتنا في هذا المجال مدروسة، مع تحديد الأولويات في المباحث الدراسية، وفي المواضيع التي تجعل تعلم التكنولوجيا (مثل الواقع الافتراضي) أفضل وأكثر عمقا وثباتا، وضمن المنحى التجريبي، بدأنا بوضع تصور لمحتوى رقمي في مبحث الرياضيات، وعند استكمال هذا التصور سننتقل إلى مرحلة العمل بموجب الإجراءات المعمول بها في العطاءات.
• هل لدى المركز توجه لإدماج التكنولوجيا في الكتب المدرسية؟
- بدأ المركز ذلك فعلا منذ عدة سنوات وهو مستمر في ذلك، كما أن جميع هذه الكتب متاحة عبر الموقع الإلكتروني للمركز للطلبة والمجتمع، فمثلا تتضمن كتب التربية الإسلامية Code QR رمز الاستجابة السريعة لتعلم السور القرآنية والاستماع للتلاوة، والاطلاع على القصص والمحتوى المرتبط بالدرس.
وينطبق الأمر على اللغة العربية، إذ قام المركز بالاستعانة بمجموعة من الشباب والأطفال لتأدية جميع نصوص القراءة والاستماع ومهام التحدث بأسلوب ممتع جاذب للتعلم، وتم توفيرها للمعلمين والطلبة من خلال رمز الاستجابة السريعة، وهذا يعزز تعلم الطالب لغته بما يناسب قدراته، فالبعض يمكن أن يسمع/يقرأ النص مرة فيتقنه، والبعض أكثر من مرة، وهكذا لكل منا قدراته.
ونحن مستمرون في ذلك بما ينسجم مع الأبحاث والدراسات العالمية والتي ينادي بعضها بالتوازن في ذلك.