شارك المركز الوطني لتطوير المناهج في فعاليات مؤتمر الأسبوع العالمي للدراية الإعلامية والمعلوماتية والذي عقد هذا العام في عمّان خلال الفترة من 30 إلى 31 أكتوبر تحت عنوان "الحدود الرقمية الجديدة للمعلومات والدراية الإعلامية والمعلوماتية من أجل المصلحة العامة"، وبتنظيم من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" بالشراكة مع وزارة الاتصال الحكومي.
تضمن المؤتمر جلسة خاصة بعنوان "الدراية الإعلامية والمعلوماتية في المدارس: الفرص والتحديات"، تحدث فيها كل من الدكتور عمر أبو غليون مدير المركز الوطني لتطوير المناهج بالوكالة، ومستشارتا التربية الإعلامية بيان التل وإلهام فريحات، وأدار الجلسة الدكتور محمد أبو حلقة.
خلال الجلسة، تناول الدكتور أبو غليون أهمية إدماج مفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية في الكتب الدراسية، مشيرًا إلى التحديات التي تواجه الطلبة في البيئة الإعلاميّة والمعلوماتيّة المعاصِرة، والتي أبرزت الحاجة إلى غرس قيم التعامل الرشيد مع وسائل الإعلام ومواجهة الاستخدامات الضارة لها، إضافة إلى تمكين الطلبة من الفرص الجديدة التي وفّرتها هذه البيئة لهم.
وأكد الدكتور أبو غليون أن تجربة الأردن في تضمين مفاهيم التربية الإعلامية في المناهج الدراسية تعد فريدة على المستوى العربي، إذ أصدر المركز الوطني لتطوير المناهج في العام 2022 "الإطار الخاص لإدماج كفايات التربية الإعلاميّة والمعلوماتيّة في المناهج الأردنيّة" كخطوة أولى في طريق تضمين مفاهيم التربية الإعلاميّة والمعلوماتيّة ومهاراتها في كتب المباحث الدراسية المختلفة ولجميع مراحل التعليم العام بدءًا بمرحلة رياض الأطفال وحتى نهاية المرحلة الثانوية، وأضاف أن هذا الإطار يعتمد مبدأ دمج المفاهيم والمهارات، والقيَم ذات الصّلة بالتربية الإعلاميّة والمعلوماتيّة في كتب المباحث الدراسية دون استحداث مبحث خاص بالتربية الإعلاميّة والمعلوماتيّة يدرَّس بشكل مستقل؛ لأن مبدأ الدمج في مباحث متعدّدة يتفق مع فلسفة التربية الإعلاميّة التي تتكامل مع مجالات الحياة كافة.
وأضاف الدكتور أبو غليون أنه وبهدف مساعدة مؤلفي الكتب المدرسية على ترجمة توصيات الإطار عمليًا، كلف المركز الوطني لتطوير المناهج في العام 2022 فريقًا من المختصين في التربية الإعلامية بمهمة مساندة مؤلفي المناهج في عملية إدماج مفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية في أكثر من 24 كتابًا مدرسيًا في مباحث: الدراسات الاجتماعية، واللغة العربية، والتربية الإسلامية، والمهارات الرقمية، وقد قدّم فريق التربية الإعلامية دعمة الفني للمؤلفين بما يسهم في تضمين مفاهيم وكفايات التربية الإعلامية والمعلوماتية بطريقة حصيفة ومحببة للطلبة دونما إثقالٍ للمحتوى الدراسي، مع التركيز على قيم احترام الخصوصية، وتمييز خطاب الكراهية والاخبار الكاذبة، وتنمية مهارات إنتاج المحتوى الإعلامي ومشاركته، والالتزام بالأخلاقيات التي تحكم استخدام منصات التواصل الاجتماعي بما يحفظ سلامة الطلبة العقلية والنفسية، وأكد الدكتور أبو غليون أن عملية إدماج مفاهيم التربية الإعلامية في الكتب المدرسية تشمل الكتب الجديدة التي يعمل المركز على إعداها إضافة إلى الكتب التي أصدرها المركز مسبقًا والتي تنقح ويُعاد طبعها كل عام بهدف تجويدها بشكل مستمر.